
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}،{مَا لَكُمْ} هذه حالة غريبة، حالة لا تليق بإيمانكم، {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ} وهذا هو حال الكثير من المنتمين للإيمان، وكان في عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) كان هناك استنفار يعني: نفير عام، دعوة وطلب من كل المنتمين إلى الإيمان أن يتحركوا للجهاد في سبيل الله في مواجهة الروم، ولا يعذر من ذلك إلا الأعمى والأعرج والمريض ومن ليس باستطاعته أن يوفر لنفسه احتياجات السفر ولا هناك من يوفر له، فقط هذه الحالات الأربع التي كانت معفوة، أما الباقي فطبيعة تحرك الروم كدولة كبيرة في عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) ولربما كانت الدولة الأقوى في العالم في تلك المرحلة، والرسول استنفر المسلمين استنفار عام للتحرك التحرك الكبير؛ لأنه يعلم وهو الذي علمه الله الحكمة، يعلم أن الحكمة في مواجهة أهل الكتاب هي من خلال التحرك الكبير، فعمل على الاستنفار والحشد الكبير حتى يتحرك المسلمون في تحرك غير مسبوق لمواجهة أهل الكتاب الذين هم كانوا يتمثلون آنذاك بقوة الروم دولتهم الكبرى الروم، كانت الروم آنذاك مثلما أمريكا في زماننا وعصرنا.
الاستنفار في كل مراحل الإسلام، وهذا الخطاب القرآني خطاب للمسلمين في كل عصر في كل زمن إلى قيام الساعة،
اقراء المزيد